عرض ونقاش | فيروز، الحرية المقدّسة

القسم الثاني

نقاش مع عبد الله نعمان، لميا صفي الدين، ريجينا صنيفر، وأحمد شمس الدين. يديره جان لامبير.

يتطرّق المشاركون إلى شخصية فيروز والتزامها، من أربع زوايا:

فيروز والأرض

"تحتل أرض المشرق  مكانة مركزية في أعمال الأخوين رحباني وفيروز، الثلاثي الذي لا يضاهى في الشراكة المتواصلة. أرض باركها الله وباركتها جميع الآلهة، تتجلى باستمرار في الإنتاج الغزير والممتاز . أعمال غنائية منغمسة في أرض مجروحة، على فترات منتظمة، منذ فجر التاريخ، مستمدةً من الماضي المجيد أسباب الأمل، لفهم الحاضر وإلقاء الضوء على مسارات الغد. لهذا الثلاثي غير المنفصل، تظل الدعوة للأرض عنصرًا أساسيًا، يتم تصورها واختبارها كثابتة أو أم عالمية ومقدسة، مثل أرض الميعاد".

عبد الله نعمان 

عبد الله نعمان مولود في بيروت. تنقل  في مسيرته بين التعليم والحدمة الديبلوماسية والكتابة. دكتور في الآداب، وكاتب باللغتين الفرنسية والعربية. شلرك في تاليف أكثر من معجم، بينها اثنان من منشورات Larousse، وله أكثر من ثلاثين مؤلّفاً.

فيروز والجسد

"نجحت فيروز في تفاعل الجسد مع بيئته المباشرة. عرفت كيف توفق بين أصالة جذورها وواقع العصر الحديث. قامتها المنتصبة مشبعة بحركات رصين، وكأن جسدها مجرد وسيط لهذا الصوت السماوي الذي يخرج من أعماق أحشائها. فرضت نفسها ولم تزل، بصوت ولغة جسد قدريرين، في عالم عربي معقد وفي مشكلة مع جسده: جسد إنسانه، وجسده الاجتماعي، وجسده  السياسي" لميا صفي الدين.

ليما صفي الدين دكتورة في التعليم والكوريغرافيا. قدّمت عروضاً عدّة في أشهر الصالات كـ"زينيت باريس" و"كافيه دو دانس" و"معهد العالم العربي"، و"نيو مورنينغ"، و"مسرح إدوار السابع"، و"مسرح المدينة"، ومسرح "مونو"، ومتحف "كي برانلي". كذلك، شاركت  في أعمالها أشهر الفنانين كألان باشونغ، فانيسا ريدغرايف، وابراهيم معلوف. تعبّر رقصاتها عن تنوّع مسيرتها وعن تفاعل الحضارات والرسالة العالمية، إذ هي مولودة في غينيا، ترعرعت في المغرب ولبنان وساحل العاج، ثم سكنت في البرازيل وفرنسا.

فيروز والمرأة

"تحدثنا كثيرًا عن الصوت الفريد لفيروز. لكن فيروز هي أكثر من صوت، وفوق كل شيء أكثر من صوت امرأة. من الضروري فك شيفرة كيف ينتقل صوت فيروز من أكثر ما هو خاص لها  إلى أقصى ما يمكن أن يكون داخل أي امرأة أخرى. كيف يصبح صوتها عالميًا بينما يلامس  كل امرأة بمفردها في معناها وجوهرها. كيف من خلال الاستماع إليها، تصبح كل امرأة شهرزاد أو زنوبية. كيف يوقظ صوتها في تهويدة كل الأوقات "يللا تنام ريما"، تهويدة الحنين في المرأة شعور  الأم والطفل على حدّ سواء. وعندما تغني عن الحب، كيف تنقلنا  دون مقاومة في رحلة حيث كل شيء آخر صامت.

لحظة لمشاركة معجزة هذا الصوت الذي تنتقل فيه شدة الأنوثة."

ريجينا صنيف متخصصة في الهيكلة التنظيمية، خريجة HEC، ومجازة في الجغرافيا السياسية. لها ثلاثة مؤلفات Une femme dans la tourmente de la Grande Syrie (Riveneuve, 2019)، بناْ على مذكرات جولييت المير سعادة زوجة مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي أنطون سعادة، J’ai déposé les armes. Une femme dans la guerre du Liban (L’Atelier, 2006) المترجم إلى العربية والمنشور من قبل دار الفرابي وقدّم له جورج قرم، وBenta’el. Fille de l’alphabet (Geuthner، الرواية الإنسانوية التي تعود جذورها إلى الأحرف الفينيقية.

فيروز والذاكرة

"المكانة الاستثنائية التي تحتلها فيروز في الذاكرة الجماعية والفردية للعرب بشكل عام، والمشرق العربي على وجه الخصوص، هو أمر معروف وغير مفاجئ، ولا تكفي مسيرة الفنانة الطويلة وغزارة الإنتاج لشرحها لوحدها. هل مفتاح هذا اللغز موجود في أغاني فيروز التي تجعل الذكرى والذاكرة، حقيقية كانت أم خيالية، ملاذا آمنا يواسي فيه المرء أحلامه وأوهامه الضائعة، سواء كانت جماعية أو شخصية؟ علاوة على ذلك، على الرغم من القوة الملهمة التي لا تزال تمثلها للأجيال الجديدة، لم تتخذ أي مؤسسة عامة أو خاصة حتى الآن زمام المبادرة للحفاظ على تراثها وأرشيفها، ونرى يومًا بعد يوم ، في ظل عدم وجود مصدر موثوق للمعلومات، خاصة على الإنترنت، "تحطيم" هذه الذاكرة. مع ذلك، فإن بعض المعجبين يحاولون على نطاق ضيق، إإنقاذ ما تبقّى من هذا التراث الهائل." أحمد شمس الدين

أحمد شمس الدين حقوقي وباحث مستقل في تاريخ الموسيقى اللبنانية والإنتاج الفونوغرافي في لبنان. متخصص بموسيقى الأخوين رحباني وفيروز وتاريحخ مهرجانات بعلبك. نشرت مقالاته في "الأخبار"، و"بدايات"، و"لوريان لوجور" و"Les Cahiers Jean Cocteau" و"Citizen Jazz".

يدير الندوة جان لامبير، أنتروبولوجي واتنومسيقولوجي، متخصص في موسيقى اليمن وشبه الجزيرة العربية. أستااذ محاضر في المتحف اتلوطني للتاريخ الطبيعي وجامعة نانتير. له مؤلفات عدّة.